القائمة الرئيسية

الصفحات

معضلة المساجين

جرافيك-لرجل-يقف-عند-جدار

معضلة المساجين صراع النفس البشرية



ادم سميث مؤسس علم الاقتصاد والاب الروحي للرأس مالية ، كتب كتاب "ثروة الامم" ولو اردنا تلخيص الكتاب بأمرين سنقول ان الانسان كائن اقتصادي مهتم بمصلحته بالدرجة الاولى، والانسان يحاول الحصول على اعلى عائد ممكن من أقل موارد متاحة ، والامر الاخر ، لو كل شخص اقدم على الاهتمام بمصلحته بالشكل المادي المطروح ففي النهاية هذا سيصب في مصلحة الجميع ، نظريا كلام منمق ولكن هل فعلا عنما يفكر شخص في مصلحته سيكون الجميع مستفيد؟ وهذا هو مبداء السوشال ميديا كل شخص يفكر بمصلحته

سنة 1950 ابتكر "البرت تكر" لعبة ظريفة وتدعى معضلة المساجين ، احد اهم الالعاب الاستراتجية في العلوم الاجتماعية واللعبة تحاول الاجابة على هذه الاسئلة :

لنفترض انك انت وصديقك في المخفر وكل شخص بغرفة تحقيق منفصلة ، وجاء المحقق ليقدم اليك العرض التالي

  1. لو انت لم تعترف وصديقك لم يعترف كل شخص سيسجن لمدة عامين
  2. لو انت اعترفت وصديقك اعترف كل شخص يسجن ثلاث سنوات
  3. لو صديق اعترف وانت لم تعترف ستسجن لمدة عام وصديقك سيسجن لمدة عشرة سنوات اوالعكس

فكر بالاجابة قبل متابعة القراءة

البديهي ان الخيار الذي سيحقق افضل نتيجة للفرد هو الاعتراف والسجن لمدة عام وبيع الصديق. ولنفترض انك انت وصديقك عبارة عن مجتمع مصغر فالخيار الذي سيحقق خدمة هذا المجتمع هو عدم الاعتراف والسجن لمدة عاميبن فماذا سيكون القرار الافضل ؟



عندما تم اجراء هذا الاختبار معظم الاشخاص قررو عدم التعاون كاصدقاء والاعتراف وتم سجن كل شخص ثلاث سنوات ، وهذه العقوبة اكثر من لو انهم لم يعترفوا فكان سيتم سجنهم سنتين، وفي هذه الحالة نستنتج ان كلام ادم سميث ان اهتمام كل شخص بمصلحته الشخصية بالشكل المادي المطروح لن يصب في مصلحة الجميع ، وسعي الاشخاص للوصول لهدفهم الاناني بالاعتراف والسجن لمدة عام وبيع الصديق ليسجن عشر اعوام هو خسارة للطرفين، لانهم فضلو عدم الاعتراف وعدم التعاون والسجن ثلاث سنوات على الاعتراف والتعاون والسجن سنتين



ولكن طبقا للرياضي الشهير "جون ناش" الخيار الاناني الذي اختاروه الناس في الاختبار كان متوقع برغم انه ليس الخيار الافضل للاعبين. وقال جون ناش ان في اي لعبة فيها تنافس كل لاعب سيختار الخيار الذي سيحقق له اعلى نتيجة، بغض النظر عن اختيار المنافس، فالفكرة ليست بالانانبة ولكن الفكرة هي ان اسواء الامور التي ممكن ان تحصل هي اني سأسجن ثلاث سنوات بغض النظر عن اختيار المنافس، ولكن لو كنت طيب وشجاع ولم اعترف وصديقي اعترف اسواء الامور اني سأسجن عشرة سنوات ، لذلك فضل الطرفبن عدم التعاون والسجن ثلاث سنوات



وهذه النظرية غيرت مفهوم ناس كثر لانه وببساطة اختيارتنا في ظل وجود منافسة، لا يحكمها ما هو الافضل لنا ، ولا ما هو الاكثر فائدة للمجتمع لانه في ظل وجود منافسة يبقى الخيار الافضل هو عدم التعاون

محاكاة لعبة المساجين


استاذ العلوم السياسبة روبرت اكسلرود صمم مسابقة عبارة عن محكاة للعبة معضلة المساجين وطلب من الخبراء تقديم استراتجيات عن معضلة المساجين للتعمق بها اكثر وفي كل استراتجية سيتنافس بها الخبراء، وارسل الى 15 خبير 255 استراتجية وسيتنافسون فيما بينهم ويوجد انواع عديدة من الاستراتجيات منها الخبيثة ترفض التعاون واستراتجيات متعاونة واسترتجيات مبهمة



المفاجأة ان ابسط استراتجية هي التي كسبت وصاحب الاستراتجية خبير علم النفس اناتون رابوبورت. تبداء اللعبة بالتعاون وبعد ذلك بقوم بي اعادة خيار الخصم الاخير كل مرة، على سبيل المثال بدأت اللعبة بالتعاون فقام الخصم بالخيانة فيتم اعادة خيارالخصم فتقوم بالخيانة ، وعندما يقوم الخصم بالتعاون يتم اعادة خيار الخصم فتقوم بالتعاون بمعنى تتعاون اتعاون ، تخون اخون، فكرة الاستراتجية بسيطة وفازت لانها تبداء بالتعاون فقال استاذ روبرت سابلويكس استاذ علم الاحياء في جامعة ستانفورد في هذه الاستراتجية يمكن ان تخسر المعارك ولكنك تكسب كل الحروب


الصورة من موقع 👇


التنقل السريع